من الطبيعي أن تكون المزامير الثمانية الأولى بمثابة مقدمة لا للكتاب الأول فقط، بل لكل السِّفر. ونحن نجد فيها المسيح كالملك في صهيون. لكنه مرفوض من تحالف الشعوب، كما نجد التهديد بالغضب المومع أن ينصب ترتيبًا على هذا “الوضع“. لكننا نجد أنفسنا أيضًا في زمن «أثناء ذلك» التي هي خلاص لأُولئك الذين في خضوع «يقبِّلون» الابن. ونحن نجد أن الملك – رغم كونه مرفوضًا من أُمَّة إسرائيل، فإن الشعب الذي يرتبط به هو أيضًا إسرائيل، حتى وإن كان مجرد بقية منه – والدينونة تقترب من العالم .. والشَّر يتنامى إلى ذروة head، ومقاومته لله ولخاصته تغدو أكثر شراسة، إلى أن تتحول صلاة الأبرار إلى صرخة للقضاء (للنقمة) لا يلومها لائم. ومع ذلك، فإن النار التي يجتاز فيها هذا الشعب هي – بالنسبة لهم – تطهير لازم. وهم يُدفعون إلى مواجهة قضية الخطية وأن يسبروا أغوارها bottom، إلى أن تصبح الرحمة هي، إلى أن تصبح الرحمة هي مستندهم الوحيد. إنه وقت «ضيقة يعقوب»، وإخوة يوسف يبدأون في الإقرار بجوع أنفسهم الذي سيأتي بهم تائبين نادمين له. لكننا نجد في هذا الجزء التمهيدي، أن هذا يُمس بكل دقة من بعيد .. وتراهم متضعين لكي يرفعهم .. ونحن نتيقن من كونهم مقبولين .. وطلبتهم تُتسجاب .. لكن من أجل الخلاص، كان لا بد أن يتخذ القضاء مجراه .. وهذا ما يتم بالفعل .. والرب يسبَّح على بره (عدله) الذي عمل في الإطاحة بالأشرار .. والآن يستعلن كما هو بالحق «الرب العليُّ».